خالد الجندي: لا تغتر بالمظاهر.. السعادة في الرضا والاستغناء

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الابتلاءات ليست دائمًا نقمة، بل قد تكون من أعظم النعم إذا قوبلت بالصبر والتسليم لله، مشددًا على أن الغنى الحقيقي لا يُقاس بما يملكه الإنسان من مال، بل بقدر استغنائه عن الدنيا وتعلقه بالله.

وخلال تصريحات إعلامية أدلى بها، اليوم الخميس، أشار الجندي إلى أن المحن التي يتعرض لها الإنسان يمكن أن تتحول إلى أبواب من الخير، مستدلًا بما ورد في سورة "الضحى"، والتي تجسد كيف بدّل الله حال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من يتم وضيق إلى أمن وهداية وغنى.

وأوضح أن قول الله تعالى: "ألم يجدك يتيمًا فآوى" يبرز رعاية الله للنبي بعد فقدان والديه، فيما تعكس الآية: "ووجدك ضالًا فهدى" كيف أن الله أنار له الطريق وجعله معلمًا للبشرية. وأضاف أن "ووجدك عائلًا فأغنى" تؤكد أن الغنى ليس بالمال، بل بالاستغناء عما في أيدي الناس، وهو جوهر الكرامة الإنسانية.

وانتقد الجندي ما وصفه بهوس الناس بالمال والمظاهر في الوقت الراهن، مؤكدًا أن هذه القيم المادية لا تجلب السعادة، وأن السلام النفسي لا يتحقق إلا برضا الإنسان بما قسمه الله له، واستشعاره لمعاني الإيمان والطمأنينة.

واختتم الجندي حديثه بدعوة إلى التأمل في حكمة الابتلاءات والتعامل معها كفرص للتقرب من الله، لافتًا إلى أن الرضا شعور داخلي لا يُقدر بثمن، وأنه حين يسكن القلب، يغني الإنسان عن الدنيا كلها.